المجتمع البدوي في النقب

يعتبر العرب البدو الذين كان يقدر عددهم في أواخر الأربعينات ما بين 65000 -90000 السكان الأصليون لصحراء النقب. عند إقامة دولة إسرائيل، تم ترحيل وطرد الغالبية العظمى إلى البلدان العربية المجاورة ولم يبق منهم سوى 11000 فقط, وقد تم ترحيلهم من قراهم الى مناطق محددة شمال شرق النقب (منطقة السياج)، وشمال غرب وشرق بئر السبع. في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي، وضعت الحكومة برنامجا لتوطين السكان العرب البدو في بلدان حضريه مخططة.



يمر المجتمع العربي في النقب تحديات على ثلاث مستويات:

1) المجتمع العربي في النقب هو جزء من الأقلية العربية الفلسطينية في أسرائيل,حيث واقع سياسة التمييز, وعدم المساواة في الحقوق الأجتماعية والسياسية في النقب, خاصة واقع التعامل مع ملكية الارض وعدم الأعتراف بالقرى وسياسة هدم البيوت ومصادرة الأراضي, وتخريب المحاصيل. كل هذه السياسات ناتجة عن واقع التعامل العنصري ضد السكان العب في النقب ليس لسبب الا لكونهم عرب.

2) عرب النقب يعيشون في الضواحي, حيث التعامل مع مع هذه المنطقة وسكانها يتسم بعدم الأستثمار والتهميش السياسي والأجتماعي والأقتصادي, ويعتبر النقب, "الساحة الحلفية" في كل ما يتعلق باتخاذ القرارات, وتوزيع الميزانيات والأستثمارات الكبيرة. لذلك يعيش في النقب المجموعات الأكثر معاناة,اقتصاديا واجتماعيا.

3) التوطين القسري, أدت عملية الحضرنة القسرية التي فرضت على العرب البدو إلى تخليهم عن أسلوب حياتهم وسبل عيشهم، مما أدى إلى التحلل من النظام الاجتماعي التقليدي. لقد خلق التكيف مع متطلبات المجتمع الإسرائيلي والاندماج في عالم العمل المعاصر في كثير من الأحيان تحديات كثيرة زاد من تفاقمها عدم اكتراث المؤسسات .



سياسة التوطين القسري وفرض تبني خطط الحكومة ومنع الحكومة الناس من ممارسة اسلوب حياتهم وذلك بمصادرة مقومات هذا الأسلوب (الأرض والمواشي). بالمقابل لم تطرح بالشراكة مع المواطنين العرب في النقب اي بدائل أقتصادية كانت ام أجتماعية.

هذه التحديات الثلاث مجتمعة ادت الى أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية.



حاليا، يبلغ عدد أفراد المجتمع العربي البدوي في النقب 170000 ويشكل هذا العدد ربع إجمالي سكان النقب. ويعيش هؤلاء السكان في سبعة قرى معترف بها و45 قرية أخرى تم الاعتراف بتسعة منها مؤخرا وهي القرى التي تشكل مجلس أبو بسمة الإقليمي، ويتراوح عدد السكان في كل قرية من القرى الستة والثلاثين غير المعترف بها من 600 إلى 4000 نسمة. تفتقر هذه القرى والتي لم يتم الاعتراف بها قانونيا من قبل الحكومة الإسرائيلية إلى الخدمات الأساسية مثل المياه الجارية والكهرباء والطرق والخدمات الهاتفية وأنظمة الصرف الصحي ، وتصاريح البناء والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.



يشكل المجتمع العربي البدوي أكثر قطاعات المجتمع الإسرائيلي فقرا حيث تبلغ نسبة البطالة أكثر من 30 ٪ بين الرجال و 80 ٪ بين النساء وحيث ترتفع معدلات الأمية والجريمة بينهم. ومن ناحية أخرى، يعتبر معدل الإنجاب بين العرب البدو واحدا من أعلى معدلات الإنجاب في العالم حيث يبلغ متوسط حجم الأسرة العربية البدوية ما بين 8-10 افراد كما تقل أعمار 54 ٪ من السكان عن 14 عاما. لقد أدت سنوات من الإهمال والتمييز إلى انتشار ' الفقر' والاعتماد بشكل كبير على برامج خدمات الإعالة الاجتماعية (المحدودة أصلا). وبالتالي يحتم هذا الوضع على المجتمع العربي البدوي في النقب الكفاح اليومي للحفاظ على وجودهم البدني والثقافي في بيئة اجتماعية معادية.



الصحة



• تبلغ نسبة وفيات الأطفال بين السكان البدو أربعة أضعاف مثيلاتها لدى السكان اليهود.

•يعاني أطفال العرب البدو من معدلات أعلى من المرض والحوادث أكثر من نظرائهم اليهود. و تصل نسبة الأطفال العرب البدو الذين يعالجون في المركز الطبي سوروكا في بئر السبع إلى ما نسبته 90% من إجمالي عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج هناك.

• هناك 8 عيادات صحية و5 عيادات صحية فقط لرعاية الرضع في القرى غير المعترف بها.


التعليم



• فيما عدا عدد محدود من مرافق الرعاية المنزلية ومرحلة ما قبل المدرسة التي تدعمها وزارة الرعاية الاجتماعية وتلك التي وضعتها اجيك، لا يوجد أية برامج أخرى لهذه الفئة العمرية.

• الفئة العمرية ما بين 3-4 سنوات: وفيما يتعلق بالفئة العمرية ما بين 3-4 سنوات، تتوافر التجهيزات التعليمية المعمول بها لـ38 ٪ فقط من الأطفال في القرى المعترف بها و لـ 17 ٪ من الأطفال في القرى الغير معترف بها.

• الأطفال في سن التعليم المدرسي: تقع 11 مدرسة ابتدائية فقط من المدارس الـ 36 المخصصة لبدو النقب في القرى غير المعترف بها ولا توجد أية مدارس ثانوية في هذه القرى كما يتسرب 40٪ من العرب البدو الأطفال من المدرسة قبل إنهاء الدراسة الثانوية و يحصل اقل من 17 ٪ منهم على شهادة الثانوية العامة البجروت.


[size=12]المرأة العربية البدوية[/size]

أما بالنسبة للمرأة العربية البدوية من 'الجيل الانتقالي' (واللواتي تبلغ أعمارهن 45عاما فأكثر)، فقد كان الانتقال من التقليدية إلى الحداثة مؤلما ومشتتا. فقد فقدت المرأة العربية البدوية دورها التقليدي بوصفها منتجة وشريكة في الاقتصاد، فضلا عن تأثيرها على شؤون القبيلة عندما كانت تعمل خارج المنزل في الحقول وإحضار الماء من الآبار وغزل الخيم. لقد كانت تلك الأنشطة التي اعتادت المرأة ممارستها داخل القبيلة والمجتمع مؤثرة وذات مغزى. إلا أن ثقافة التحضر تركت المرأة مسجونة داخل أربعة جدران، وحرمتها من الحرية التي كانت توفرها الخيم المفتوحة والمدى اللامتناهي حولها، وجردوها من الأراضي التي كانت تشكل مصدر الدخل والعمالة وبالتالي تحولت النساء إلى مستهلكات يعتمدن على أزواجهن. تراجع مركز المرأة في المجتمع. وبالنسبة للعديد من النساء، أصبح دورهن اليوم مقصورا على الإنجاب بحيث أصبح إنجابهن للأولاد الطريق الوحيد المتبقي والمفتوح أمامهن للتعبير عن الذات وإعطائهن الشعور بأنهن يمكن أن يسهمن في المجتمع.

ولا تزال الكثير من النساء العربيات في النقب يعشن ضمن نطاق التقاليد المجتمعية المحافظة، فلا يسمح للمرأة عادة بمغادره الحدود السكنية للعشيرة أو القبيلة دون أن يكون برفقتها أحد الأقرباء الذكور. ونظرا لعدم وجود فرص للعمالة داخل القرية، فإنهن غالبا ما يبقين بلا عمل، كما أن ما نسبته 70٪ من النساء فوق سن 45 أميات، وتضطر الآلاف من الفتيات إلى عدم إكمال تعليمهن بعد الانتهاء من المدرسة الابتدائية لعدم وجود مدارس ثانوية في المنطقة المجاورة لاماكن سكناهن مباشرة.

لما بنحكي انه احنا جزء من الشعب الفلسطيني المعلمين عندنا بقولوا انتوا اساع صغار ما انتو عارفين الدنيا

مشكور بدر عالموضوع